يحكى أنه كان هناك طفل جميل ومهذب يدعى مؤمن، وقد كان مؤمن يحب تناول الحلوى اللذيذة التي تحرص أمه على صنعها له خصيصًا لأنها تعلم أنه يحب تناولها كثيرًا، وفي يوم من الأيام طلب مؤمن من والدته أن تصنع له قالبًا من الحلوى اللذيذة، وعلى الفور وافقت أمه وطلبت منه الذهاب لشراء البيض حتى تتمكن من صنع قالب الحلوى اللذيذ.
وبالفعل توجه مؤمن إلى المتجر مباشرة لشراء البيض الذي طلبت منه أمه إحضاره، ومن ثم ألتقى مؤمن بصديقه سالم صدفة وسأله سالم إلى أي مكان يذهب فأجابه مؤمن بأنه ذاهب لشراء البيض لأمه حتى تقوم بصنع قالب الحلوى اللذيذ الذي يحب تناوله، وقد كان سالم ذاهبًا أيضًا إلى المتجر لشراء بعض احتياجات المنزل، وبالفعل ذهب مؤمن مع سالم إلى المتجر حتى يشترى كلاً منهم احتياجاته.
وأثناء عودة مؤمن وسالم إلى المنزل وقع مؤمن في حفرة كبيرة لم يكن ينتبه لوجودها على الإطلاق، وقد ظل مؤمن يبكي بشدة فهو لا يعرف ماذا يقول لأمه الآن، هل يخبرها أن البيض قد تكسر؟ هل ستسامحه على ما فعل؟ ظل مؤمن يبكي ويفكر في الأمر أما سالم فقد ظل يواسيه بشدة ويخبره أن هناك حل بسيط سوف يريحه ويحميه من عقاب أمه الذي قد يكون شديدًا عليه، فسأله مؤمن عن ذلك الحل لعله يجد فيه المساعدة على حل مشكلته.
فقال له سالم أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هى أن يخبر والدته أن النقود قد سقطت منه دون قصد ولذلك فهو لم يستطيع شراء البيض لأنه بحث عنها كثيرًا ولم يجدها، وبهذه الطريقة يستطيع مؤمن النجاة من عقاب أمه.
ايهما افضل الصدق ام الكذب؟
تعجب مؤمن من هذا الحل ولم يعجب به على الإطلاق ولكنه ظل يفكر فيه حائرًا، فهو لا يدرك هل يكذب على أمه ويخبرها بما قاله له سالم؟ أم يقول الصدق ليكسب رضا الله سبحانه وتعالى؟ ومن ثم ذهب مؤمن إلى أمه وبمجرد أن فتحت له الباب ظل يبكي بشدة معترفًا بما حدث وما قام به، فقد أخبرها بالحقيقة كاملة ولم يكذب عليها، وقال لها أن البيض سقط منه دون قصد أثناء عودته من المتجر، وعلى الفور سامحته أمه وشكرته على صدقه قائلة: حمدًا لله على سلامتك يا بني، أشكرك على صدقك، لا تحزن سوف أعطيك نقودًا لتشتري بها البيض مرة أخرى، وهذه المرة كن حذرًا أثناء سيرك حتى تتجنب السقوط والتعرض للأذى في أي وقت.
وإلى هنا تكون قد انتهت قصتنا لنتعلم منها أن الصدق هو طريق النجاة الذي يساعدك على حل مشكلاتك ويضمن لك رضا الخالق سبحانه وتعالي ورضا والديك.