قصتنا اليوم هي قصة جميلة تحمل درسًا مهمًا عن ضرورة حب الإنسان لكل الكائنات من حوله، سواء كانت إنسانًا أو حيوانًا. فلا يحق للإنسان أن يؤذي غيره بأي شكل من الأشكال، ويجب أن يُظهر العطف على الحيوانات الصغيرة ويجنبها الأذى، لأنها كائنات لها روح تشعر بالألم تمامًا مثل البشر وتستحق الحب والرعاية.

يحكى أنه كان هناك لص يحاول سرقة منزل فاخر ويسعى للدخول إليه بأي طريقة ممكنة. كان هذا اللص يأتي يوميًا ليتسلق الجدار ويحاول التسلل إلى المنزل، ولكنه كان يُمنع دائمًا من قبل كلب الحراسة الكبير الذي وضعه صاحب المنزل لحمايته. كلما حاول اللص الدخول، كان الكلب يمنعه بنباحه العالي ومحاولته مهاجمته وعضه.

فكر اللص في حيلة يتمكن بها من دخول المنزل دون أن يمنعه الكلب. قرر أن يتخلص من الكلب نهائيًا. استغرق وقتًا طويلًا في التفكير في الطريقة المناسبة للتخلص من الكلب المسكين، الذي كان يدافع عن المنزل بوفاء وإخلاص. خطرت على باله العديد من الأفكار الشريرة، مثل وضع السم في الطعام أو ضرب الكلب حتى الموت. لكن كل هذه الأفكار بدت غير مجدية أو محفوفة بالمخاطر.

أخيرًا، خطرت على بال اللص فكرة شريرة اعتبرها الأنسب. قرر إحضار قطعة لحم شهية ووضع إبرة كبيرة بداخلها، معتقدًا أن الكلب سيأكلها، مما يؤدي إلى إصابته بألم شديد وربما الموت. كان اللص مدفوعًا بالحقد والرغبة في الانتقام من الكلب.

وبالفعل، نفذ خطته. أحضر قطعة من اللحم، وضع فيها إبرة كبيرة، وألقى بها إلى الكلب.

ماذا حدث بعد ذلك؟

بينما كان اللص ينفذ خطته الشريرة، شاهده صاحب المنزل. سارع صاحب المنزل بحبس الكلب حتى لا يأكل قطعة اللحم المسمومة. لم يدرك اللص ما حدث، واعتقد أن الكلب قد مات بسبب الإبرة التي قطعت أحشاءه. عندما شعر بالاطمئنان، تسلق الجدار ودخل المنزل، بينما كان صاحب المنزل يراقبه عن كثب.

لكن المفاجأة الكبرى كانت بانتظاره. عندما قفز اللص إلى أرض المنزل، داس على الإبرة نفسها التي كان قد وضعها للكلب. غرزت الإبرة في قدمه، وبدأ ينزف بشدة ويشعر بألم لا يُطاق.

اقترب منه صاحب المنزل، وقال له بحزم:
“هذا هو جزاء من يحاول إيذاء كائن مسكين لم يرتكب أي ذنب سوى الدفاع عن حقه وعن نفسه.”

العبرة من القصة:
تعلمنا هذه القصة أن الشر يعود دائمًا على صاحبه. يجب على الإنسان أن يعامل جميع الكائنات بلطف واحترام، وألا يحاول إيذاء أي روح بريئة. لأن من يحاول إيذاء الآخرين سيجد نفسه في النهاية يواجه عواقب أفعاله.

اترك تعليقاً