قصتنا اليوم تحكي عن فأر صغير مسكين يعيش في مزرعة كبيرة يعتني صاحبها بزراعة القمح والذرة. كان الفأر الصغير يحب تناول القمح كثيرًا ويتمنى دخول المخزن الخاص بالقمح والذرة ليأكل ما يشاء حتى يشبع. لكن صاحب المزرعة وضع قطًا كبيرًا يُدعى “مشاكس” لحراسة المخزن والقضاء على الفئران، مما جعل الفأر عاجزًا عن دخول المخزن. بدأ الفأر يفكر في حيلة تمكنه من دخول المخزن دون أن يلاحظ القط وجوده.
وبالفعل، خطرت على بال الفأر فكرة ممتازة: أن يقوم بحفر نفق صغير تحت الأرض يصل إلى المخزن. بدأ الفأر في تنفيذ فكرته، وبالفعل، نجح في حفر النفق ووصل إلى مكان أسفل المخزن. لاحظ الفأر وجود ثقب صغير في سقف المخزن، وكانت تسقط منه حبة قمح واحدة يوميًا.
في البداية، فرح الفأر كثيرًا بهذا الثقب وظل يأكل حبة القمح يوميًا مستمتعًا بها. لكن الطمع بدأ يتسلل إلى قلبه، وأخذ يفكر في طريقة للحصول على المزيد من القمح. خطرت له فكرة أخرى وهي توسيع الثقب قدر الإمكان حتى يستطيع الحصول على كمية أكبر من القمح.
بدأ الفأر في توسيع الثقب، وبدأت حبات القمح تسقط بكثرة. لكن كلما حصل على المزيد، زاد طمعه واستمر في توسيع الثقب أكثر وأكثر، حتى أصبح الثقب كبيرًا جدًا. فجأة، ومن خلال الثقب الواسع، نزل القط الكبير “مشاكس”، الذي انقض سريعًا على الفأر وقضى عليه.
العبرة من القصة:
مات الفأر الطماع نتيجة طمعه. لو اكتفى بحبة قمح واحدة يوميًا لما كانت نهايته مأساوية. تعلمنا هذه القصة أن الطمع يقل ما جمع، وأن القناعة كنز لا يفنى. يجب علينا أن نرضى بما قسمه الله لنا من خير ولا نسعى وراء المزيد بلا حدود، لأن الطمع نهايته سيئة مثل نهاية الفأر الطماع.