كان جحا يعيش حياة بسيطة ولا يملك الكثير من المال لشراء احتياجاته اليومية. في أحد الأيام، قرر جحا زيارة بقال الحي لشراء ما يحتاجه، لكنه كان يعلم أن المبلغ الذي يملكه لا يكفي لكل متطلباته. عندما وصل إلى البقالة، طلب من البقال أن يبيعه ما يناسب المبلغ الذي بحوزته. لكن البقال، بحكم صداقته مع جحا، أصر على أن يأخذ كل ما يحتاج إليه دون القلق بشأن المال، على أن يسدد جحا الدين لاحقًا.

وافق جحا على العرض، وأخذ ما يحتاجه من الطعام دون أن يدفع. مرت الأيام، ولم يُسدّد جحا ما عليه من دين. بدأ البقال يطالبه بالمبلغ في كل فرصة يراه فيها، مما دفع جحا إلى تجنب لقاءه. كان يسلك طرقًا مختلفة ويتجنب الأماكن التي قد يتواجد فيها البقال.

وذات يوم، بينما كان جحا يجلس مع أصدقائه يتحدث إليهم ويمازحهم، لمح البقال يتجه نحوه. حاول جحا الهروب، لكن أصدقاءه أصروا أن يبقى معهم للاستمتاع بحديثه. شعر جحا بالحرج وبدأ يُفكر بحيلة للخروج من الموقف دون أن يُسبب إحراجًا لنفسه أمام أصدقائه.

عندما اقترب البقال، سأله أصدقاؤه: “من هذا الرجل يا جحا؟ هل هناك مشكلة؟”. فأجابهم جحا بحكمة وسرعة بديهة. نادى على البقال وسأله أمام الجميع:

هنا قال جحا بحكمة وابتسامة ساخرة: “إذا، ألا تخجل من نفسك يا رجل؟ تلاحقني في كل مكان من أجل خمس دراهم فقط؟!”

ضحك الجميع على تعليق جحا، وانصرف البقال محرجًا، تاركًا جحا وأصدقاءه يستمتعون بوقتهم.

اترك تعليقاً