كان صّوصوّ كتكوتاً مشاغباً للغاية، فبرغم سنه الصغير كلن دائماً ما يضايق إخوته، وكان دائم الخروج من المنزل بدون إذن أمه التى كانت دائماً تحذره وأمه تحذره من الخروج وحده، خوفاً من أن تؤذيه الحيوانات أوالطيور الكبيرة.
وفى أحد الأيام انتظر صوّصوّ حتى غارت أمه بحثاً عن الطعام، وخرج دون علمها قائلاً لنفسه: قد أكون فعلاً صغير الحجم ولكني سوف أثبت لأمي أني جرئ وشجاع وأستحق أن تثق بى وتتركنى أخرج وحدى.
وفى الطريق قابل صوصو الوزّة الكبيرة، ووقف أمامها ثابتاً وقال لها: أنا لا أخاف منك..
ثم أكمل طريقه فقابل بعد ذلك الكلب، فوقف أمامه ثابتاً أيضاً.. فنظر إليه الكلب ونبح بصوتٍ عالٍ: هو .. هو .. نظر صوصو إلى الكلب فى ثبات وقال له: أنا لا أخاف منك.
ثم مضى صَوْصَوْ فى طريقه، حتى قابل الحمار. فقال له صوصو: صحيح أنك أكبر حجماً من الكلب، ولكني كما لا أخاف منك أيضاً! فنظر له الحمار ثم نهق الحمار: هاء.. هاء ..!
أكمل صوصو المسير حتى قابل الجمل بعد ذلك، فناداه بأعلى صوته وقال: صحيح أنك أكبر من الوزة والكلب والحمار ولكنني لا أخاف منك أيها الجمل.
كان صوصو يمشى مختالاً بنفسه، فرحاً بما اعتبره جرأة وشجاعة منه فى مواجهة الحيوانات الأكبر حجماً، فكل الحيوانات التي قابلها،لم تؤذه، فظن صوصو أن تلك الحيوانات قد خافت منه لجُرْأته وتحديه لها.ثم وفى طريق عودته إلى المنزل مرّ صّوصوّ على قفير النحل، فلم يهتم، وقال لنفسه إذا لم تذنى الحيوانات الكبيرة التى قابلتها، فالبالتأكيد لن يذينى ذلك النحل الصغير الحجم. وضحك وسار بجوار خلية النحل. ثم فجأة سمع طنيناً مزعجاً، ووقفت علي رأسه نحلة صغيرة، ولسعته. فأخذ يجرى بسرعة والنحلة تطارده، حتى وصل إلى المنزل، وأغلق الباب.
وعندما رأته أمه احتضنته فى لهفة وقالت له: لا بد أن الحيوانات الكبيرة هى التى أخافتك هكذا.
اخرون يقرأون فى نفس اللحظة: قصة القرد والتمساح من قصص اطفال قبل النوم قصيره جدا
فقال لها لاهثاً من الخوف: لقد تحديت كل الحيواات الكبيرة فلم يذنى سوى تلك النحلة الصغبرة التى استهنت بها.
قالت له أمه أرجو أن تكون قد تعلمت درسك وأن قدرة المخلوق لاتقاس بحجمه أبداً..